وكالة أنباء الحوزة ـ قال المرجع الديني سماحة السيد الشبيري الزنجاني في احدى خطاباته: كان سعید العلماء من معاصري الشيخ الأنصاري، و كان متفوقا علی الشيخ علميا، ومن بین الحالات التي تشير إلى الكمال الروحي في الشیخ صاحب الجواهر، والشيخ الأنصاري و سعید العلماء، هي:
عندما كان لصاحب الجواهر المرجعية العامة وكان الشيخ الأنصاري أيضا في الدرجة الأولی علميا و كان الكثیرون یعتقدون تفوق الشيخ الأنصاري علی الشیخ صاحب الجواهر (و الشيخ كان متفوقا علی صاحب الجواهر في علم الأصول من دون شك) و الشيخ لم تكن تبرز قدرته العلمية و عندما كانوا یسألونه للتقلید كان یحيلهم إلى شخص آخر.
لم یكن الشيخ بين أصحاب الشیخ صاحب الجواهر و لم یكن یعتني بعلمية الشیخ صاحب الجواهر كما يفهم أيضا من كلام الشيخ في المكاسب، و مع ذلك بطبيعة الحال كان من المتوقع أن لايكون الشیخ صاحب الجواهر معتنيا بالشيخ، و لذلك الطلاب العرب الذين كانوا رفاق صاحب الجواهر وأقاربه، لم يتوقعوا أن یختار صاحب الجواهر شخصا خارجا عن أصحابه للمرجعية بعده خصوصا إذا كان من غیر العرب. لكن صاحب الجواهر رأی تقدیم الشيخ الأنصاري كواجب ديني. و لذا قال قبیل وفاته: أخبروا الملا مرتضی حتی يأتي. الأصحاب الذین كانوا یریدون أن یكون المرجع بعده من العرب جاؤوا بالشیخ مرتضی وهو من أصول عربية. قال صاحب الجواهر: لا، قولوا للملا مرتضی الشوشتري _أو الدزفولي_حتی يأتي. عندما جلس الشيخ إلى جانب صاحب الجواهر، في حين أنه كان يشير الى الشيخ قال: «من أراد النجاة فلیتمسّك بهذا الشیخ»! ثم التفت إلى الشيخ و قال: یا شیخ، «قلل من احتیاطاتك فان الإسلام شریعة سهلة سمحة «و بهذا العمل تهیأت جمیع الظروف لمرجعية الشیخ.
فقد قدّمه المرجع العام من جهة و من جهة أخری كان في التقوى مقبولا لدی الجمیع و لكن الشيخ رفض كتابة الرسالة العملية. وعندما كثر ضغط أصدقائه علیه قال: سعيد العلماء هو مقدم علي و طالما انه موجود، أنا لا أكتب الرسالة العملية. و في ذلك الوقت كان سعيد العلماء في مدینة بابل في مازندران. في ذلك الوقت، عام 1266، كان ذهاب ساعي البريد من النجف إلى بابل، یأخذ بعض الوقت. عندما وصل هذا الخبر إلى سعيد العلماء قال: نعم، أنا في درس شریف العلماء كنت متفوقا علی الشیخ أما الآن فقد تغير الوضع. منذ مجیئي إلى بابل، لقد تنزّلت يوما بعد يوم من حيث العلمية و لست سعيد العلماء الذي كان في السابق و الشیخ أیضا كان یتعامل مع كبار العلماء في الحوزة العلمية و تقدم يوما بعد يوم و لیس الشیخ الأنصاري الذي كان في الماضي والآن هو متقدم عليّ لذلك یجب أن تقلدوه. عندما جاء ساعی البرید برسالة سعید العلماء إلى النجف، بدأ الشيخ بتحشیة رسالة الكلباسي.
وكان الشيخ حسن كاشف الغطاء أيضا معاصرا لصاحب الجواهر. كان هناك خلاف في أنّه من الأعلم من بین الشيخ حسن و الشيخ صاحب الجواهر.
الحاج الشیخ حسن المامقاني كان یعتقد إذا قارن أحد بین كتاب أنوار الفقاهة لكاشف الغطاء و الجواهر، سیعترف بأعلمية كاشف الغطاء.
أنوار الفقاهة أكثر إيجازا من الجواهر و لایحتوي إلا على كتابین أو ثلاثة كتب و لكن كان یحتوي علی الكتب الهامّة.
في حياة صاحب الجواهر صهره السيد محمد الهندي الذي كان تلميذه أیضا عنده، كان یقلد الشیخ حسن. من هنا يتضح أنه لم یكن لدى أقارب صاحب الجواهر أي محظور في أن يقلدو غیره و هذا يكشف أیضا عن تقوی صاحب الجواهر.
*المصدر: موقع المرجع الديني سماحة السيد الشبيري الزنجاني